[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] طبيب بيضاوي يجري 70 عملية شهريا... البحث عن عمليات التجميل والهوس بها لم يعد مقتصرا على فئة المشاهير فقط، بل تجاوزها ليشمل المطربات والممثلات وصولا إلى فئات أخرى مختلفة من المجتمع المغربي، تضم عاملات وموظفات وربات بيوت وطالبات... وبالنظر إلى طابع السرية الذي يحيط بهاته العمليات وفي غياب الإحصاءات والمعادلات التوضيحية، يظل عدد العمليات التي تجرى سنويا غير معروف. غير أن الطلب المستمر على هذا النوع من العمليات الجراحية التجميلية يفسر وبشكل واضح تواجد ما يزيد عن 40 طبيبا جراحا يتوزعون ما بين مدينة الرباط والدار البيضاء. يتفاوتون في أثمنة إجراء العمليات الجراحية التي تبدأ من 5 آلاف درهم لتصل أحيانا إلى مائة ألف درهم للعملية الواحدة.
كانت تتحسس نهديها بسعادة بالغة وهي تطلب من إحدى العاملات في محا خاص ببيع الملابس الداخلية مقاسا أكبر بكثير مما تعودت اقتناءه، لم تعد تتذكر بالضبط منذ متى وهي تحلم بالقيام بطلب مثل هذا. كانت تعيش سجينة "عقدة الشكل" لسنوات، ولم تتحرر منها إلا بعد أن أجرت عملية جراحية لتكبير نهديها حتى يبدوان أكثر إثارة. "لقد استرجعت ثقتي بنفسي"، تقول ليلى مخاطبة صديقتها، قبل أن تضيف بزهو "يمكنني الآن إبراز مفاتني دون خجل" كانت هذه رغبة وفاء كذلك. الموظفة بأحد البنوك، التي أصبح هدفها، منذ السنة الأولى لتخرجها، توفير مبلغ 30 ألف درهم لتحقيق حلمها في تكبير صدرها الذي طالما نافستها فيه المراهقات. لقد كانت هذه الشابة مقتنعة تماما بأنها لن تحصل على لذة جنسية كاملة دون أن تملك جسدا مثاليا.
والواقع أن العمليات الجراحية التجميلية غاليا ما تروم إخماد هواجس جنسية، ولهذا فهي تستهدف في الغالب أماكن اللذة، مثل النهدين والردفين والبطن والشفتين. ففتيحة، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال، لم تعد تتحمل الحالة النفسية المتأزمة التي تعيشها بسبب عدم رضاها عن حياتها الجنسية وجسدها الذي أضحى زوجها يتذمر منه عند كل لقاء حميمي بينهما. "لم أفكر يوما في عملية شفط الدهون، لكن أنا أحب زوجي وأحب الحفاظ عليه، مهما كانت العواقب" تقول فتيحة بنبرة حزينة لطبيبها الجراح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مجرد سلعة ورغم مرور سنة على إجرائها لعملية تكبير نهديها، ما زالت وفاء لا تصدق حقا أنها أخيرا تمكنت من تحقيق حلمها الذي عانت قبل بلوغه من كل تلك "التأوهات" التي كانت ترافقها وتزيد من حدة صراعاتها النفسية.
"النتيجة التي حصلت عليها تستحق فعلا الثمن الذي تدفعه لأشهر جراح في المغرب" تقول لصديقتها، قبل أن تتوجه إليها بنصيحة يمتزج فيها الخبث الأنثوي بالنية الحسنة والأمل في أن لا تتبعها: "أنصحك بعدم التردد في القيام في العملية". فصديقتها مازالت مترددة في القيام بالخطوة الأخيرة وتخطي عتبة مصحة التجميل. وهي فعلا خطوة تحتاج إلى كثير من التفكير والاستعداد لأنها محفوفة بكثير من المخاطر.
وتطلب الأمر من سامية 6 أشهر قبل أن تقرر القيام بهذه الخطوة الحساسة وتجري عملية شفط الدهون هنا في المغرب. لقد كانت هذه العملية بالنسبة إليها آخر الحلول بعد الريجيم والرياضة اللذين لم يسعفاها في الوصول إلى الوزن الذي كانت تصبو إليه منذ ولادة طفلها الأول وتقول سامية بحماس ونظرة لا تخلو من استعطاف لأحد أطباء التجميل الذي استقر رأيه عليه "أريد الحصول على نتيجة ساحرة لأتمكن من ارتداء المايوه.. ومن أجل هذه النتيجة لا يهمني المبلغ الذي سأدفعه... حتى وإن كان يفوق 6 ألف درهم... المهم النتيجة".
ويؤاخذ الدكتور محسن بنيشو، مختص في علم النفس، المتخصصين في جراحة التجميل على تركيزهم على إرضاء الزبون دون إعارة الاهتمام الكافي للجانب النفسي. ويقول "يجب أن يعرض الشخص نفسه على طبيب نفساني، فلكل واحد اختصاصه، ومن المستحيل أن يحل الجراح محل الطبيب النفسي، وهنا تكمن الخطورة بالنظر إلى الانعكاسات السلبية على شخصية المريض قبل أو بعد العملية. فبالنسبة للجراح هذه العمليات الجراحية مصدر رزق لا يمكن رده".
يبدو أن محمد جسوس، دكتور الجراحة والتجميل بالدار البيضاء، ينفي هذا الأمر كليا ويؤكد أنه يخصص حصصا كافية للاستماع إلى أي امرأة تقصده لإجراء عملية جراحية ويحرص على مرافقتها نفسيا ومعرفة السبب الذي دفعها إلى اللجوء للجراحة. "كجراح أحترم أخلاقيات المهنة" يقول جسوس، قبل أن يضيف "يجب أن أوفر للشخص سواء كان امرأة أو رجلا الراحة النفسية والجسدية قبل كل شيء وقبل الشروع في تفاصيل العملية". ورغم اختلاف الطبقات الاجتماعية التي تنتمي إليها المرأة المغربية، فالتجميل هنا أصبح أمرا عاديا وضروريا عند الكثيرات منهن، واللواتي تحولن إلى مدمنات لا يمنعهن شيء من تحقيق صورة الجمال المثالي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] التجميل ب"الكريدي"!
وتحتل عمليات تكبير الثديين المركز الأول في لائحة الأعضاء التي تركز عليها المغربيات بصفة عامة لإجراء عملية جراحية تجميلية، سواء للحصول على صدر مكتنز أو لشد النهدين أو لتصغيرهما عبر استئصال الغدد الثديية. والهدف طبعا هو الحصول على صدر شبيه ما أمكن بالصدور الساحرة التي تظهر على الفضائيات.
ويشير جسوس، أيضا، إلى أن الفئة الأكثر إقبالا على هذا النوع م العمليات هن الفتيات اللاتي يبلغن غالبا من العمر 17 سنة فأكثر.
وتختلف الأثمنة بين جراح وآخر، فثمن تكبير أو تصغير النهدين يتراوح ما بين 20 و 30 ألف درهم، أما عملية شفط الدهون فبين 20 و40 ألف درهم وتقويم الأنف من 5 آلاف إلى 15 ألف درهم.
وللتخفيف من ثقل هذه المبالغ الباهظة عل الراغبات في تغيير شكلهن، حتى من ذوات الدخل المحدود، لجأ بعض الأطباء إلى عقد اتفاقات مع شركات القروض ليصبح التجميل أيضا ب"الكريدي".
ويقول الدكتور جسوس إنه بصدد تفعيل اتفاقية مع إحدى شركات منح القروض الصغرى لتمكين الفتيات والنساء اللواتي يرغبن في إجراء عمليات التجميل من دفع ثمنها بالتقسيط وكأنهن يقتنين ثلاجة أو جهاز تلفاز أو غيرها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وجهة عالمية قد تبدو تلك الأثمنة مرتفعة بالنسبة للمغربيات، إلا أنها تبقى من بين العوامل التي تدفع الكثير من الأجنبيات إلى تفضيل المغرب لتحويل أجسادهن إلى منحوتات تشع نضارة وتشد الناظرين.
وتشكل الأجنبيات أكثر من 40 في المائة من زبونات الدكتور محمد جسوس، الذي يقول ‘ن الجراحة التجميلية في المغرب تحتل الآن مراتب متقدمة جدا عالميا بدليل الزبناء الأجانب اللذين أضحوا يتوافدون عليه للقيام بمجموعة من العمليات الجراحية التجميلية في ظروف طبية عالية الكفاءة. وقد تعززت هذه المكانة، مؤخرا، بافتتاح أول مركز خاص بالتنحيف وإزالة الشحوم وإخفاء تجاعيد الجسم والوجه بدون مواد كيماوية أو جراحية. ويعتبر هذا المركز التجميلي الجديد، الذي افتتح بالبيضاء، الأول من نوعه وإفريقيا والعالم العربي يعتمد على توفير خدمات شبه طبية لشفط الدهون بطريقة طبيعية دون اللجوء إلى العملية الجراحية التي لا تخلو من مخاطر، وذلك عبر تقنية "أندروموليجيا" وهي اختراع فرنسي يقوم على تنشيط خلايا الوجه والجسم عوض اللجوء إلى تقنية "البوتوكس" بل إن التجميل أصبح وسيلة لجلب السياح كذلك. ويقول الدكتور جسوس "أحلول عند استقبالهن تقديم خدمات سياحية للتعريف بالمغرب وإعطاء صورة جيدة لهم، كتخصيص مرافق دائمة لهم وأخذهم في جولات إلى الدار البيضاء ومراكش لتشجيعهم على القدوم مرة أخرى لبلدنا".
مخاطر
إن الطريق صوب الجيد الجميل والمثالي ليست مفروشة بالورود، بل هي محفوفة بالكثير من المخاطر وتتحمل فيه النساء مجموعة من الأضرار النفسية والجسدية التي تهدد أحيانا حياتهن.
وتطرح الآن أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء نجاح أو فشل أي عملية جراحية تجميلية داخل غرفة العمليات، ويبقى التركيز الأكبر موجها نحو طبيب التخدير الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في العملية. يقول ريان رضوان، طبيب التخدير والإنعاش، عن هذه المسؤولية الكبيرة التي يتحملها دكتور التخدير: "كل العمليات الجراحية تحتاج إلى التخدير، وهو بمثابة العمود الفقري لأي عملية جراحية تجميلية، والتخدير أنواع، فمنه الموضوعي المحلي ومنه الكلي، حسب العملية وحسب طبيعة الجسد الذي يختلف من امرأة إلى أخرى". أما بالنسبة للمضاعفات التي يمكن حصولها أثناء الجراحة فالمسؤولية هنا مشتركة بين الجراح ودكتور التخدير.
من جهته، يؤكد البروفيسور عبد الله عباسي، أستاذ في جراحة التجميل والتقويم وباحث بكلية الطب والصيدلة، على أهمية التخدير ويشدد على ضرورة القيام بمجموعة من الفحوصات والتحاليل القبلية واستشارة أخصائي أمراض القلب، خصوصا عند النساء اللواتي يتجاوز عمرهن 40 سنة. فطبيب التخدير والإنعاش هو الذي يعطي الضوء الأخضر للجراح للمضي قدما في العملية. وهناك فرق كبير بين الجراحة التجميلية والجراحة التقويمية، على اعتبار أن الهدف الأول من الجراحة التجميلية هو التغيير، سواء كان هذا التغيير جزئيا أم كليا لعضو من أعضاء الجسم (الصدر والبطن والوجه). ولا ينفي الدكتور عباسي عددا من المخاطر التي يمكن أن تصاحب العملية الجراحية التجميلية، خصوصا، عند استئصال 4 كيلوغرامات من كل ثدي، أو عند حصول نزيف، وهذا مشكل يتعلق بالجراح أو عند تخثر الدم مباشرة بعد مرور 48 ساعة على العملية.
ولنجاح أي عملية تجميلية، يرى عباسي أنه يجب توفر مجموعة من الشروط، أهمها الكفاءة الطبية والتجهيزات المستعملة وظروف العمل التي يجب أن أكون مناسبة ومجهزة للطوارئ.
ويشير الأخصائي النفسي، محسن بنيشو، إلى أن العملية الجراحية ليست الحل المثالي لمشاكل الوزن الزائد أو لتجميل بعض أعضاء الجسد، لأنه، قبل كل هذا، هناك مجموعة من الحلول الوقائية التي لو اتبعتها المرأة فلن تحتاج إلى الجراحة. فهناك الرياضة والريجيم والابتعاد عن التدخين والكحول، وهي كلها عوامل تجعل المرأة تبدو أكبر من سنها ب10 سنوات.
ولكن الخطر الأكبر يكمن في سقوط المرأة في براثن الإدمان على التجميل، فتصبح "كثيرة الإقبال على المتخصصين في التجميل". وككل إدمان، فإنه يصعب الشفاء منه. ويسوق الدكتور بنيشو مثالا حالة "امرأة تمارس الدعارة وتلجأ في كل مرة لهاته العمليات الجراحية التجميلية بهدف زيادة عدد الزبائن".
ولكن هذه الحالة لا تشبه حالة ليلى، حتى الآن على الأقل، فهي مشغولة بتحسس نهديها والاستمتاع مزهوة بتلك الثقة في النفس التي افتقدتها طويلا.
أسعار جراحات التجميل يعتبر المغرب بين الدول العربية والإفريقية الأولى، التي افتتحت بها مصحة متخصصة في جراحة التجميل، في بداية الخمسينيات، على يد أحد الأطباء الفرنسيين الذي كان يشتغل في مستشفى "ابن رشد" إبان الاستعمار الفرنسي، بدأ حينها هذا التخصص بجراحة التقويم كأول مرحلة نحو الجراحة التجميلية التي أضحت تحتل مرتبة متقدمة، ينافس فيها المغرب مجموعة من الدول العربية وحتى الأجنبية الرائدة في هذا المجال. ويرجع هذا الاهتمام الكبير بإجراء هذه العمليات داخل المغرب، إلى الأثمنة التي تعتبرها النساء منخفضة بالمقارنة مع باقي دول العالم وتختلف من جراح تجميل لآخر، فثمن تكبير أ, تصغير الصدر يتراوح ما بين 20 و30ألف درهم، حسب الشكل والحجم الذي تريده المرأة، أما عملية شفط الدهون من المؤخرة فبين 20 و40 ألف درهم، خصوصا إذا كانت المنطقة تتركز فيها نسبة شحوم كبيرة، فهي تحتاج لأكثر من عملية شفط حسب أطباء الجراحة التجميلية.
أما بالنسبة لتجميل الأرداف، فالعملية هنا تتطلب دفع مبلغ 25 ألف درهم يقوم فيها الجراح بإعادة نحت الأرداف وشفطها بطريقة تلائم رغبة الزبونة وطلبها.
تستهدف عمليات تجميلية مناطق أخرى جد حساسة من جسد المرأة كتضييق المهبل، الذي يعتبر من المعمليات الأكثر إقبالا من طرف النساء، خصوصا بعد الولادة، متراوحا ثمنها ما بين 8ألاف و9آلاف درهم، حسب الحالة، لتأتي بعدها عملية تصغير الشفتين السفليتين بثمن 10 آلاف درهم، أما تقويم الأنف فالعملية هنا تكلف ما بين 5 آلاف و15 ألف درهم.
غير أن عمليات تكبير الصدر تحتل المركز الأول في لائحة الأعضاء التي ترغب المرأة في تجميلها، سواء للحصول على صدر مكتنز ومثير أو شد النهدين ورفعهما أو تصغير الثديين، خصوصا للنساء والفتيات اللواتي يعانين بسبب كبر حجم النهدين غير المتلائم وأجسادهن، ويتم ذلك عبر استئصال الغدد الثديية. وكل هذا رغبة في الحصول على النموذج الغربي للجمال، الذي يشترط غالبا الرشاقة والجسد المثالي المنحوت، الذي يبقى حلما يراود كل النساء.
الخميس أغسطس 20, 2020 1:12 pm من طرف لمياء حمود
