وسط قلق واستحياء.. الشرطة المصرية تعيد انتشارها في الشوارع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أعادت قوات الشرطة المصرية الاثنين31/1/2011، انتشارها على استحياء في الشوارع المصرية وسط ترقب لجدول الأعمال الجديد الذي عادت به بعدما انهارت عقب اشتباكات دامية مع محتجين مناهضين للحكومة لتختفي يومين عانت البلاد خلالهما فراغاً أمنياً.
ومع حلول مساء الجمعة كانت كل مظاهر الشرطة قد اختفت تماماً في العاصمة المصرية وفي المدن التي تشهد احتجاجات واسعة على حكم الرئيس المصري حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما وأدت إلى نشر قوات من الجيش في الشوارع والميادين الرئيسية في محاولة لاستعادة النظام.

ورداً على حالة الفوضى والانفلات الأمني جراء اختفاء الشرطة انتظم مواطنون أغلبهم من الشبان في لجان أهلية للحفاظ على الأمن في مناطقهم وحماية المنازل والمحال التجارية ليلا بالتنسيق مع عناصر الجيش.
وبعد يومين من الحياة بدون الشرطة عاد الرجال ذوي الملابس السوداء إلى الانتشار في الشوارع يوم الثلاثاء وسط نظرات ترقب لرد الفعل الشعبي وتعليقات إنتقادية من المواطنين.

وقالت ربة منزل كانت تقود سيارتها في الطريق إلى وسط العاصمة عرفت نفسها باسم سحر وفقاً لوكالة "رويترز"، "سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يعود الفاسدون منهم إلى تلقي الرشاوى".
وألقى أحمد رمضان الطالب الجامعي بالمسؤولية على الشرطة عن الفراغ الأمني وانتشار حالات سلب ونهب خلال اليومين الماضيين. وقال "الشرطة هي أول المهزومين في هذه الثورة" مشيرا للانتفاضة الشعبية ضد حكم مبارك.
وأضاف وهو يعقد العلم المصري حول عنقه قبل أن يتوجه إلى ميدان التحرير للانضمام للاحتجاجات "لن تجرؤ الشرطة بعد اليوم على ابتزازنا ولا ضربنا ولا اعتقالنا وقتلنا في أقسام الشرطة. لقد تحررنا من خيال ماتة (فزاعة) ولم يبق منه الأن إلا صورته."

وفي ميدان التحرير بوسط العاصمة حيث يتجمع آلاف المتظاهرين منذ الثلاثاء 25 كانون الثاني وهو اليوم الذي عرف بيوم الغضب والذي صادف يوم عيد الشرطة رفع محتجون لافتات تقول "الرجاء إبراز تحقيق الشخصية منعا لاندساس الشرطة بيننا."
واتهم محتجون عناصر من الشرطة بالتنكر في ملابس مدنية للقيام بأعمال تخريب تستهدف تشويه صورة الاحتجاجات وتصويرها بأنها حركة تخريبية.

ولا يخفي بعض المواطنين قلقهم ازاء رد فعل الشرطة تجاههم بعد انكسارها امام احتجاجات المواطنين الذين أحرقوا مراكز وسيارات ورموز الشرطة التي طالتها أيديهم خلال الاسبوع الماضي.
ويقول الحسين يحيى (29 عاما) الذي يعمل مهندسا للصوت "أنا لم أكن قبل الثورة أشعر أساسا أن الشرطة تحمي أمني أو تدافع عن ممتلكاتي وعودتها الى الشارع تخيف أكثر مما تطمئن. الشرطة لن تترك حقها ولن يمنعها شيء عن الانتقام ممن كسروا شوكتها."

وتتناقض صورة الاستقبال الحذر للشرطة مع الاستقبال الحافل الذي يلقاه جنود الجيش في المناطق التي ينتشرون فيها حتى على الرغم من قلة حجم القوات في مواجهة حالة انفلات أمني ليس لها مثيل. وبث التلفزيون الحكومي ليل يوم الاحد صورا للجماهير في حي المطرية الشعبي وهم يحملون ضابط جيش على أعناقهم ويوزعون الطعام والسجائر على الجنود رغم الاوامر العسكرية بعدم قبول هدايا من المواطنين.

وبعد الاعلان صباح يوم الاثنين عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة أحمد شفيق خرج منها وزير الداخلية السابق حبيب العادلي لكن أغلب الوزراء احتفظوا بمناصبهم تستعد القاهرة لمظاهرة "مليونية" يوم الثلاثاء احتفالا بمرور أسبوع على "ثلاثاء الغضب" واحتجاجا على الاصلاحات التي يرى المحتجون أنها جاءت متأخرة جدا وانها لا تفي بمطالبهم.