رداً على باراك.. نصر الله يدعو المقاومة لتحرير الجليل إذا فرضت الحرب على لبنان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

طالب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الأربعاء 16/2/2011، مجاهدي المقاومة الإسلامية بأن يكونوا مستعدين إذا فرضت إسرائيل الحرب على لبنان بأن يسيطروا على الجليل، أو بتعبير أخر تحرير الجليل"، مؤكداً بأن على القادة الاسرائيلين حيثما ذهبو في العالم وفي أي زمان أن يتحسسوا رؤوسكم لأن دم مغنية لن يذهب هدراً".

وشدد نصر الله في كلمته خلال إحياء الذكرى السنوية للقادة الشهداء، في الضاحية الجنوبية على أن حادثة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري كان لها آثار خطيرة ومهمة على المنطقة ولبنان وما وزلنا نعيش تداعياتها، ولفت حسبما ذكر موقع "النشرة" اللبناني إلى أننا "لا ننظر إلى شهدائنا ومقاومتنا كأمر منفصل عن الحراك العام في لبنان والمنطقة"، مشيراً إلى أننا "جزءاً واستمراراً للمقاومين والقادة المؤسسين في المقاومة اللبنانية"، مؤكداً أن "حركات المقاومة هي رد طبيعي على الغزو والاحتلالات ومشاريع الهيمنة والتسلط"، مشدداً على أن "حركات المقاومة لم تعتد على أحد ولم تبدأ حرباً على أحد ولم يكن مشروعها مشروع حرب وقتال، وإنما إعتدي عليها وغزيت أرضها ومقدساتها وتم التجاوز على كرامتها ومصادرة قرارها"، معتبراً أن "المقاومة ما زالت تشكل وحدها ضمانة تحقيق العدالة والاستقرار والسلام".

ورأى نصر الله أن "ما نحن قادمون إليه في لبنان هو الغزو الأميركي السياسي للبنان"، مشدداً على أننا "نوافق على أن أي سلام واستقرار في لبنان وأي مكان في العالم شرطه الطبيعي تحقيق العدالة والسلام والاستقرار المبني على الظلم واغتصاب حقوق الآخرين لا يمكن أن يكون سلاماً حقيقياً وإنما سرعان ما يسقط".

عودة الحقوق
كما أشار نصر الله إلى أن "المشكلة الاساسية في المنطقة لها وجهان أو جزءان متكاملان، الأول وجود الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة، إسرائيل والحركة الصهيونية هي التي بدأت الحرب"، مذكراً بأن " لم يذهب أحد من شعوب المنطقة للاعتداء على الصهاينة، بل لو عدنا إلى التاريخ سنجد أن أتباع الديانة اليهودية كانوا يعيشون بأمن واستقرار في أغلب بلدان المنطقة، هم الذين جاؤوا إلى فلسطين واعتدوا وقتلوا وارتكبوا المجازر وصادروا الممتلكات وطردوا شعبا من أرضه"، وقال:" هم بدأوا الحرب بتبني ودعم غربي كامل، وهم شنوا حرب التوسع بإتجاه باقي فلسطين وسوريا ولبنان، وحكومات المواجهة في المنطقة قامت كرد فعل صحيح على هذا الاحتلال والجرائم".

وتوجه نصر الله في خطابه إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، قائلاً إن "العدالة تقتضي أن تعود الحقوق والأرض إلى أصحابها وأيضاً تقتضي أن يعود ملايين اللاجئين الفلسطينيين من الشتات إلى أرضهم وتقتضي أن تعود المقدسات الاسلامية والمسيحية الى أصحابها، وأن يقيم شعب فلسطين دولته على كامل أرضه من الأرض إلى النهر"، لافتاً إلى أن "الوجه الثاني من العدالة أن يتم الاقتصاص من مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم بحق الإنسانية"، مشدداً على أنه "في ظل هكذا عدالة سيكون هناك إستقرار بالمنطقة، أما البحث عن السلام الزائف عن طريق مفاوضات خائبة تقدم المزيد من التنازلات ولا تعيد حقاً الى صاحبه وتكافئ المجرمين لا يمكن أن يحقق سلاماً على الاطلاق"، سائلاً "أين هي الادارة الاميركية من إعادة الحق الى صاحبه وإقامة محاكم دولية لمعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة؟"، معتبراً أن "ما يحصل دعم أكثر للصهاينة وتغيير قوانين في الغرب كي لا يتمكن أحد من رفع دعوى ضد مجرم حرب إسرائيلي".

وأشار نصر الله إلى أن "الجزء الثاني من المشكلة هي هذه المنطومة التي قامت من الديكتاتورية التي قامت بحكم شعبها بديكتاتورية مشفوعة بنخب مالية ودينية ومهمتها حماية المصالح الأميركية في المنطقة وفي قلبها إسرائيل"، لافتاً إلى أنها "كانت ولا زالت إسرائيل هي المعيار، وبقدر ما يكون النظام أو النخبة أو المجموعة أو التيار السياسي أو أياً يكن أقرب إلى إسرائيل ومدافع أكثر عن أمن وسلام إسرائيل يكون أقرب واهم عند الإدارات الأميركية المتعاقبة".

وقال:"مقياس القرب والبعد من أميركا خدمة أنظمتنا إلى إسرائيل، إذا كان النظام مدافعا عن مصالح إسرائيل يكون حليفاً استراتيجياً لاميركا وتقدم له المساعدات وليفعل ما يريد بشعبه، المهم ان هذا النظام يقدم الخدمات المطلوبة لإسرائيل التي تشكل قلب المشروع الاميركي في منطقتنا، اما عندما يكون هانك نظام ممانعا لم يستسلم ولم يوقع التسوية يتعرض لعقوبات وعزل، أليس هو الحال من عشرات السنين".

دم مغنية لن يذهب هدراً
وشدد نصرالله على أن "الخاسر الأكبر من التطورات والتحولات بالمنطقة هي الولايات المتحدة الأميركية وهي تسعى لتقليل الخسائر وهي إسرائيل والمنظومة الأميركية أي كل من ربط مصيره ومستقبله بالأميركيين هو خاسر مما جرى"، مؤكداً أنه "إذا فرضت الحرب على لبنان قد تطلب المقاومة السيطرة على الجليل".
وفي موضوع إغتيال الحاج عماد مغنية، أكد السيد نصرالله أن الخوف ما زال يقلقهم ، وقال:" أؤكد لكم أن القرار ما زال وسينفذ في الوقت المناسب، وأقول للقادة الصهاينة حيثما ذهبت في العالم وفي أي زمان يجب دائماً أن تتحسسوا رؤوسكم لأن دم مغنية لن يذهب هدراً".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك هدد أمس باجتياح لبنان مجدداً، وذلك خلال جولته الأولى مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد الجنرال بينى جانتز على الحدود الشمالية، بينما رفعت الخارجية الإسرائيلية حالة التأهب في سفارتها خشية انتقام حزب الله لإغتيال عماد مغنية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على موقعها الالكتروني عن باراك قوله للجنود الإسرائيليين: "حزب الله اللبناني يتذكر الضربة الموجعة التي عانى منها خلال حربنا معه عام 2006، لكنه لن يظل كذلك إلى الأبد، وأنه قد يجرى استدعاؤكم إلى لبنان مرة أخرى"، وأضاف "ينبغي أن نكون مستعدين لكل اختبار".

وقال باراك أيضاً للجنود إنه خلال العمليات العسكرية "فإن السر هو رد الفعل السريع في حال حدوث شيء ما، وخلال ثوان، وترجمة كل ما تعلمته في التدريب الخاص بك على أرض الواقع".

استحقاقات مهمة
وفي الوضع اللبناني، أشار الى أنه "لدينا إستحقاقات مهمة في الفترة المقبلة، عنوان سلاح المقاومة"، وقال:" فيما إستمعنا اليه من خطب أن ما تبقى من قوى 14 آذار مصمم على العودة الى نغمة السلاح وهو لم يترك هذه النغمة وقيل ان هذا موضوع خلاف وطني وهذا صحيح، وكونه موضوع خلاف وطني قبل 1982 وبعده، ولكن بعد 1982 هناك خلاف وطني حول موضوع السلاح ولكن السلاح تفصيل والخلاف هو حول خيار المقاومة وهذا ليس فيه اي ادانة للمقاومة بل بالعكس فيه ادانة للذين طعنوا المقاومة وهذا فيه عيب عليهم"، سائلاً الفريق الاخر "إذا كان موقفكم من السلاح منته فهل من داع للحوار؟".
وجدد التأكيد أن العدالة شرط للاستقرار، مشيراً إلى أنه بعد كل هذه السنين دعوة لقيادات الفريق الآخر وجمهوره هل مسار التحقيق الدولي والمحكمة يوصل للحقيقة والعدالة.

واعتبر نصرالله أن التحقيق الدولي أخذ إتجاهاً من اليوم الاول وظُلم كثيرون في هذا المسار ومنذ مدة اخذوه الى مسار آخر، سائلاً "هل التسريبات وتجنب الفرضيات الاخرى والحكم قبل التحقيق هل يؤدي الى الحقيقة؟"، لافتاً إلى أننا "معنيين كلبنانيين اذا كنا حريصين على الحقيقة لمناقشة هذا الامر وهل هناك طريق آخر للحقيقة؟"، قائلاً:"انتم ضيعتم هذه الفرصة وعلى الحوار قلنا اننا مع مبدأ المحكمة الدولية وذلك ليس اقتناعا بالمحكمة الدولية ونزاهتها بل مراعاة للجو اللبناني ولكن قلنا إن قواعد المحكمة وقانونها يجب أن يكون للنقاش والكل يعرف كيف تم تهريبه، وكان معروفاً من اليوم الاول اتجاه المحكمة للتسييس، اذا أردتم اليوم الإكمال بالمحكمة فأنتم احرار، وإذا كان ما سيعلنه القرار الظني او المحاكمات الغيابية هي الحقيقة فتصرفوا على ضوئه ونحن سنتصرف على اساس ما نراه مناسبا على أساس التزوير ولكن هذا لا يؤدي إلى الحقيقة"، ولفت نصرالله إلى أنه إذا كان ما سيعلنه القرار الظني هو الحقيقة تصرفوا على ضوئه ونحن سنتصرف على أساسه.

من جانبه حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله من مغبة شن أي هجوم على "اسرائيل"، وذلك اثر تهديد أمينه العام بـ "السيطرة على الجليل".
وقال نتانياهو إن "نصر الله قال اليوم انه سيجتاح الجليل، لدي اخبار له: لن يفعل". وتابع "أن من يختبئ في غرفة محصنة تحت الأرض عليه أن يبقى في مخبئه"، مضيفا "لدينا جيش قوي وشعب موحد".