بوتفليقة ضارب حساب الحسن الثاني حي وميت
عبد العزيز بوتفليقة ولد في كنف عائلة جزائرية بسيطة مقيمة بوجدة، ويقول مقربون من العائلة أن لقبه الأصلي بن لزعر عبد القادر، حيث كانت سياسة سائدة أيام الاستعمار الفرنسي تتمحور حول تفريق العائلات الكبيرة بتغيير أسمائها وألقابها، هو ابن أحمد وغزلاوي منصورية وهو ابن الزوجة الثانية، له إخوة أشقاء هم عبد الغني، مصطفى، سعيد، عبد الرحيم، لطيفة. أما غير الأشقاء فهم فاطمة، يمينة ، عائشة، وهن بنات الزوجة الأولى بلقايد راضية.
تربى وترعرع في وجدة التي كان كلها زارها تقيم له عائلته بها طبق المعقودة، وهي خليط من البطاطا والتوابل.. ودرس بمدرسة "سيدي زيان" ومن غريب الصدف أن يبدأ مشواره الدراسي الحقيقي إلى درجة النبوغ في المدرسة الابتدائية التي ستربطه ومنذ طفولته بالحسن الثاني الذي أسس المدرسة الحسنية التي كان يدرس فيها بالقرب من حمام الحديقة "الجردة" الذي تعود ملكيته لوالدته وكذلك كان الارتباط حين انضم لجبهة التحرير وكان من أبرز "جماعة وجدة" التي حكمت الجزائر منذ استقلالها وإلى غاية يومنا، ثم بعد استقلال الجزائر، وخاصة عندما تم تعيينه كأصغر وزير خارجية في العالم، إلى ما بعد وفاة هواري بومدين، وحتى وفاة الحسن الثاني خيم ظله عليه، حيث اقترنت الجنازة الضخمة ليون 25 يوليوز 1999، التي حولت العاصمة الرباط على عاصمة دولية بامتياز، باللقاء الذي عرى عن الأواصر العميقة للعلاقات الجزائرية- الإسرائيلية، لقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برئيس الوزراء الأسبق ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي الحالي "إيهود باراك" الذي كان رفقة وزير الخارجية الإسرائيلي داوود ليفي، طبعته تلك المصافحة الحارة الشهيرة والعلنية بينهما والتي أرختها صور جابت جميع جرائد ومجلات وتلفزيونات العالم.
وذكر كيسنجر واصفا ضيفه وزير خارجية الجزائر، في الوثيقة الإستخباراتية الأمريكية التي نشرها الموقع الإلكتروني "ويكيليس" بقوله :"عندما قابلته أول مرة كان رجلا ثوريا والآن (1975/12/17) صار دبلوماسيا ثوريا"، فرد عليه بوتفليقة بقوله :"من الضروري أن ينحرف المرء عن مساره في بعض مراحل حياته:" والأكيد راه لقا سيدي محمد ول الحسن فات باه فلفهامة وعارف بالوراثة قوالب سكان "المرادية" وعايق بجميع دهاليز قصر عاصمة "الباي" الجديد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] خطة واحد – جوج التي دوخت الرئيس الجزائري
العداوة من الدبلوماسية إلى الرياضة
مراوغات الحسن الثاني لكسب مزيد من الوقت وحصد التأييد الدولي في حرية ضد "اعتداءات" بوتفليقة الدبلوماسية حيرت "الرئيس" الذي لمح في العددي من المرات إلى ألاعيب الملك الراحل ودهائه الخطير في تدبير هذا الصراع وحسمه لصالح المغرب، قبول الاستفتاء كان ضربة موجعة وجهها الحسن الثاني لبوتفليقة الذي كان حينها وزيرا للخارجية حيث أظهر الملك الراحل للعالم أنه لا يخاف الاستفتاء واعتبر أنه يسكون تأكيديا على مغربية الصحراء، بوتفليقة كان – وكما سجلت اعترافاته السرية- يعلم أن الملك أراد فقط ربح الوقت وإعادة ترتيب مؤسساته وجيشه الذي أنشئ حديثا بعد الاستقلال وزيد وزيد. الحسن الثاني كان يعتبر حرب الرمال التي انتصر فيها "مجرد فترة تدريبية لجيشه المشكل حديثا". مواقف الملك "المراوغ" هذه عقدت الرجل طوال 40 سنة من عمله الدبلوماسي". يشير سعد الركراكي أستاذ العلاقات الدولية لـ"المشعل".سنة 1979 انتهت مقابلة كروية مع الجزائر بهزيمة قاسية للمنتخب المغربي.
عند عودة المنتخب الجزائري إلى مطار العاصمة تخيلوا كان بوتفليقة على رأس وفد رفيع المستوى لاستقبال "الأبطال".
بوتفليقة كان يغار من الملك الراحل، حين يقدم أحد الرياضيين المغاربة على تحقيق إنجاز عالمي في إحدى الرياضات يشير – احد الرياضيين- :" كون صاب كون "جنس" نوال المتوكل وعويطة باش يحرم الحسن الثاني منهم".
ويروي آخر "أن الرئيس الجزائري دعا على اجتماع طارئ ضم خيرة رياضيي ألعاب القوى الجزائرية وحثهم على بذل المزيد من الجهود لمضاهاة ومنافسة عدائي المغرب".
بعد هزيمة المنتخب الوطني التاريخية بحصة 5 أهداف لواحد، قرر الملك حل الجامعة، وأعاد تشكيل المنتخب الوطني "بل إنه سيصبح واضع خطط اللاعبين"-حسب ما صرح به اللاعب السابق عزيز بودربالة في إحدى خرجاته الصحفية.
الحسن الثاني سيظهر لبوتفليقة ن هذه المقابلة ما هي إلا سحابة صيف عابرة حيث سيجري منتخب وطني قوي أبهر العالم في مكسيكو 1986 وهكذا لم تكتمل فرحة بوتفليقة بإنجاز منتخب بلده.
إعجاب المراكشي بالحسن الثاني الذي أغضب بوتفليقة سنة 2009 سيتلقى بوتفليقة صفعة جديدة، جاءت هذه المرة من أقرب المقربين إليه، من الرجل الأول في البوليساريو عبد العزيز المراكشي الذي أبدى إعجابه بعدو بوتفليقة، وقال على هامش حوار شاهده بوتفليقة على قناة "الجزيرة" في جوهنسبورغ على هامش مشاركته في مراسيم تنصيب "جاكوب زوما" رئيسا لجنوب إفريقيا :"إن الملك الراحل الحسن الثاني كان أفضل في تعامله مع نزاع الصحراء"، مشيرا على "أن الملك الراحل نادى عام 1981 باستفتاء لتقرير المصير وتفاوض في إطار الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء".
"تصريح المراكشي آثار بوتفليقة الذي سيصب جام غضبه عليه "كما يكشف أحد الصحافيين الجزائريين في إحدى مقالاته اللاذعة ضد نظام بوتفليقة.
بوتفليقة عاش حتى سمع رفيقه في العداء على المغرب يعبر عن إعجابه للحسن الثاني.
الحسن الثاني كان يعتز بـ"النخوة" وبوتفليقة شد فـ"النيف" كانت حرب الرمال فرصة أمام الملك الراحل ليظهر نخوته . والجيش المغربي- رغم أنه كان منتصرا- فقد تلقى أوامره من قائده الأعلى بالانسحاب. أراد الحسن الثاني في الحوارات التي أدلى بها بالمناسبة أن يظهر بصورة رئيس الدولة – الإنسان الذي يراعي مشاعر الجيران ويحافظ على الأرواح والممتلكات. هذا النبل سيجعله القائد العاقل في المنطقة، الذي تلجأ إليه الدول الكبرى، طلبا لخدماته وتدخلاته.
وبعد الحرب سيزور الملك الراحل مصر. هنا أيضا ستظهر نخوته واعتزازه بنفسه إذ أن القوات المسلحة الملكية كانت قد أسرت عددا من الضباط المصريين الذي قدموا مساعدات تقنية للجزائريين أثناء الحرب. الحسن الثاني أخذهم معه في طائرته الخاصة إلى مصر وقدمهم هدية للرئيس المصري جمال عبد الناصر، وكان بوتفليقة يومها صديقا لعبد الناصر وكثيرا ما "خلوص" بين الملك والرئيس المصري، لكن سلوك الملك الراحل سيكسر حاجز العداء بينه وبين عبد الناصر، وسيكسب ود الرئيس المصري الذي لم ينس هذه "الهدية" حيث طوى الرجلان مرحلة كان مسممها هو بوتفليقة.
مقالب الحسن الثاني وافتخاره بنخوته في جلساته الخاصة بين الرؤساء والملوك، ستثير بوتفليقة الذي سيبتكر عبارة "مقابلة لـ"النخوة" ففي إحدى خطاباته المثيرة، والتي ضمنها آراءه حول الصحراء ودفاعه عن أطروحة الانفصال، سيخاطب شعبه بأعلى صوته "الجزائريون عندهم أهم حاجة ..النيف"، وكرر العبارة ثلاثة مرات.
بين عبارة "النخوة" و"النيف" ليس هناك فوارق في المعنى وإن اختلف الاصطلاح.
شبيه بوتفليقة وشبيه الحسن الثاني بوتفليقة كان يتشبه بالحسن الثاني والملك الراحل كان يتشبه بالملك لويس الحادي عشر.
يجمع جل الدارسين والمتتبعين لمسار الحسن الثاني على أنه ذا شخصية جذابة إلى درجة كبيرة أذهلت رؤساء وملوك العالم، وكانت جل سلوكات بوتفليقة تنصب على محاولة التشبه بالحسن الثاني دون أن يعلن عن ذلك صراحة. وهي الجرأة والشجاعة التي افتقدها طوال مسار حكمه، هذا في وقت كان الراحل أكثر جرأة حين وصف نفسه أنه –حسب اعترافاته- يشبه الملك لويس الحادي عشر الذي وحد المملكة الفرنسية ورسخ أسسها.
بين التهرب من الاعتراف والصراحة، يظهر علاش بوتفليقة معقد من شخصية الحسن الثاني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بوتفليقة يريد أن يتطبع ببعض الطباع التي ميزت الحسن الثاني كيف كانت العلاقة بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والملك الراحل الحسن الثاني؟
بوتفليقة اليوم كرئيس للجمهورية الجزائرية ليس بالشخصية الحديثة العهد، وعلاقاته بالمغرب علاقة قديمة جدا، وقبل أن يكون وزيرا للخارجية فإننا نعلم أن بوتفليقة كان من مواطني وجدة وعاش هناك فترة طويلة من الزمن ، وتكاد تجربته وعلاقته بالمغرب تكون متميزة مقارنة مع باقي المسؤولين الجزائريين ، هل هذه الحياة بأحضان المغرب كتب لها أن تنقلب لتصبح نوعا من العدوانية في سياق علاقته بالمغرب على كافة المستويات؟ هذا من الأشياء المثيرة جدا للجدل ولكثير من التساؤلات.
في عهد الحسن الثاني عندما كان بوتفليقة وزيرا للخارجية يبدو واضحا أن الملك الراحل تجاوز كل العقبات من اجل إقامة علاقات اعتيادية وتطبيعها مع الجزائر لتحقيق السلام.
سنة 1972 وقبل أن يشرع المغرب في المطالبة بصحرائه كان هناك توجه لإنهاء النزاع مع الجزائر مما دفع الحسن الثاني إلى توقيع اتفاقية افران حول الحدود، ورغم توقيع الاتفاقية ترك الباب مفتوحا لأن الاتفاقية لا يمكن أن تصبح ذات صبغة رسمية إلا بعد المصادقة عليها من طرف البرلمان المغربي، بعد أن سارع البرلمان الجزائري وصادق عليها في فترة وجيزة سنة 1979، لكن البرلمان المغربي سوف لن يوافق على هذه الاتفاقية إلا سنة 1992، والملك الراحل كان يفضل ذلك رغبة منه في إقامة علاقة ود حقيقية مع شركائه الجزائريين.
في عهد الحسن الثاني وبوتفليقة حين كان وزيرا للخارجية جرى التوافق بإنشاء اتحاد المغرب العربي، من خلال معاهدة "زيرالدا" التي وقعت بالجزائر كمرحلة أولى تؤشر على قيام هذا الاتحاد ليتم التوقيع على الاتفاقية المؤسسة في مراكش سنة 1989 . ويعلم الجميع أن اتفاقية إنشاء المغرب العربي لم تكن مجرد تطور ظرفي.
كان الحوار يتم دائما بدعم من المغرب وبتقديم بعض التنازلات ، لأن الحسن الثاني كان يرغب في تحقيق سلام فعلي مع الجزائر، وهنا يمكن القول بأن بوتفليقة للأسف لعب دورا يكاد غير محترم للالتزامات ففي عهد هواري بومدين رأينا كيف أن الجزائر كانت في مؤتمر للجامعة العربية عقد بالمغرب، قبل نزاع الصحراء سنة 1973 تصرح علنا على لسان هواري بومدين بأن مسألة الصحراء لا تهم الجزائر – على الإطلاق- وهي مسألة تهم المغرب وموريتانيا ويمكنها أن تتعاون في هذا الإطار غير أن هواري وبوتفليقة كانا يعتقدان حينها أن مسألة إرجاع الصحراء للطرف المغربي مسألة غير منتظرة، وأن إسبانيا حسمت الأمر عندما قررت – عن طريق الأم المتحدة- أن تنظم استفتاء لتقرير المصير، وأن تهيء دويلة مجهرية تابعة لها يمكن أن تستفيد الجزائر من منطقة تواجدها، وأعتقد أن بوتفليقة وقتها كان يقف وراء هذا النوع من المناورات، لكن عندما أفلت الزمام من جديد من بين أيدي إسبانيا والجزائر على السواء، ظهر الوجه الحقيقي لبوتفليقة وللنظام الجزائري بشكل عام بحيث مباشرة بعد نجاح السميرة الخضراء، وبعد استقلال الصحراء لاحظنا كيف أن عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة المقيمين في الجزائر طردوا شر طردة وعوملوا بشكل همجي لا مثيل له في التاريخ.
ولاحظنا أن الجزائر تعلن مباشرة بأن مغرب الأنظمة قد انتهى، وآن أوان مغرب الشعوب ليجري خلق إذاعة تبث برامج عدوانية بشكل مفتوح، بل تتجه ليس فقط إلى دعم البوليساريو واستضافتها في تندوف التي هي جزء من التراب الجزائري وإنما أكثر من هذا اعتبارها بمثابة جمهورية مستقلة، وتدفع بعضويتها في منظمة الوحدة الإفريقية، هذه المناورات التي عاش في ظلها بوتفليقة تظهر هذا الوجه العدائي الذي هو راسخ في ممارسات الجزائر تجاه المغرب قبل أن يغدو بوتفليقة رئيسا للجمهورية.
ماذا عن بوتفليقة اليوم، هل لا زالت عقدة الحسن الثاني تلازمه؟
بوتفليقة اليوم – رغم أنه يحكم الجزائر ظاهريا – فهو في الحقيقة يقوم بتلبية رغبات مؤسستين مركزيتين في إدارة السلطة في الجزائر، يتعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية وما يعرف بالجنرالات، ومن جهة ثانية جبهة التحرير التي تعتبر نفسها وصية على النظام الجزائري. ولا أظن أنه يمكنه في المرحلة الراهنة –على الأقل- أن يغير مجريات الأمور، حيث لاحظنا كيف أن الرئيس الراحل محمد بوضياف وهو القادم من المغرب والرجل المثالي في مجموعة حركة التحرير الجزائرية، عندما عاد أدراجه إلى الجزائر، قادما إليها من المغرب وقام بفضح الفساد فيها يتعلق بالدعوة لحل مشكلة الصحراء وراهن على مبادرات خلاقة مع المغرب لطي صفحات مرحلة العداء، لاحظنا كيف تم اغتياله من طرف أياد خفية ولا حظنا كيف أن كل رؤساء الجزائر كانوا يخضعون بقوة لهذا النوع من التوازن الذي نشأ داخل السلطة.
بوتفليقة حاول بذكاء أن يستغل هذا الوضع ويستمر في مناشدة العداء للمغرب بأسلوب يتميز بالدهاء عبر الدعم اللامحدودة للبوليساريو والتمسك بأطروحة تقرير المصير، بدعوى أن بلد المليون ونصف شهيد لا يمكن أن يتخلى عن حق الشعوب في تقرير المصير.. إلى غير ذلك من الأسطوانات المشروخة التي أصبحت متجاوزة.
بوتفليقة يدرك الآن جيدا أن الاقتراح لذي يقدمه المغرب المتعلق بالحكم الذاتي هو اقتراح معقول مهد له الحسن الثاني. لإنهاء مشكلة الصحراء بشكل نهائي وهو معقد من حيث ظروفه والصراعات الداخلية التي تعيشها الجزائر ، ويغار – بكل تأكيد من استقرار الوضع الداخلي للمغرب.
عاش بوتفليقة سنوات طوال من مرحلة حكم الرئيس الجزائري هواري بومدين كوزير للخارجية ليس فقط في مواجهة المغرب، ولكن في كل المجالات الأخرى..الجزائر أصبحت تحتل مركز الوصي على الأنظمة الموجودة في هذه المنطقة من العالم، وتعتقد بأن وجودها على رأس منظمة عدم الانحياز يمكنها من تبني مواقف كل ما يسمى بحركات التحرر والحركات الهادفة على تقرير المصير... ولكن هذه الشعارات العدائية تخفي وراءها رغبة دفينة في الهيمنة واستغلال النفوذ بهذه المنطقة.
فبوتفليقة يسلح الجزائر ويبتعد عن جيرانه الأقربين، ولا يريد إقامة شراكة معهم، حتى لا يحققوا مكاسب على حسابها، وهذا من الأخطاء القاتلة، التي يمارسها النظام الجزائري. فخلالها يظهر واضحا أنه في عهد بوتفليقة ولأول مرة –نلاحظ كيف أن الحدود البرية تبقى مغلقة بين الطرفين.
ما هي الصورة التي رسمها بوتفليقة عن الملك الراحل؟
كان ينظر إليه بكثير من الإعجاب ويسعى إلى تقليده، ونقد تلاحظون الآن ممارسات بوتفليقة وطريقته في الخطاب وأسلوب تعامله مع الآخرين، يرغب في الاقتداء ببعض الطباع التي ميزت الحسن الثاني.
الشعب الجزائري يعاني اليوم من عدة نكسات سياسية واقتصادية واجتماعية، هل تعتقد أن الجزائر كانت ضحية عقدة بوتفليقة؟
الشعب الجزائري هو أكبر الخاسرين من عقدة الحسن الثاني التي لازمت بوتفليقة وقد لاحظ أحد رجال المحاسبة المالية أن الجزائر تخسر سنويا ما بين 2 و2.2 مليار دولار كنتيجة لإغلاق الحدود مع المغرب. وهذا طبيعي لأن المنتجات المغربية تصل إلى الأسواق الجزائرية عن طريق مدينة مرسيليا الفرنسية المواطنون المغاربة والجزائريون لا يتواصلون مع بعضهم البعض.
حاول الرئيس بوتفليقة سحب رئاسة المغرب للجنة القدس قبل سنوات قليلة إلى أي حد تعتبرون هذه الخطوة منسجمة مع المواقف المعادية اليت كان بوتفليقة ينهجها ضدا في الحسن الثاني؟
المغرب دائما في شخص عاهله يرأس لجنة القدس، غير أن المناورات الجزائرية لا تنتهي حتى على المستوى الاقتصادي القطاع الأهم من غيره، ونتذكر جيدا كيف قام بوتفليقة بإنشاء أنبوب الغاز بعيدا عن التراب المغربي حتى لا تستفيد بلادنا من خفض سعر الغاز، رغم أن تكلفة هذا الخط الرابط بإسبانيا هو أضعاف أضعاف تكلفة الأنبوب لو أنجز بالتراب المغربي. هذه هي سياسة بوتفليقة الحاقدة التي لا تحب الخير للمغرب
كانت علاقتهما علاقة أشخاص أكثر ممالا هي علاقة نظام بآخر كيف كانت العلاقة بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والملك الراحل الحسن الثاني؟
العلاقة التي ربطت الملك الراحل والرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة، كانت علاقة شخاص أكثر مما هي علاقة نظام سياسي بآخر، شخصية أكثر مما هي علاقة شعوب أو دول
وغلى يومنا هذا منذ حرب الرمال، ظلت الجزائر تنظر إلى المغرب على أنه ساحة للمعارك، وتعطي انطباعا للمنتظم الدولي أنها تملك حقا ثوريا تدافع عنه، وهو حق الدفاع عن الشعوب في تقرير مصيرها، وهذا إرث يحرسه جنرالات الجزائر وقد جرى تجاوزه اليوم
بوتفليقة – منذ تولي الحسن الثاني الحكم- وهو يمارس ضغطا دوليا ضد الملك، انطلاقا من الميراث الذي تكلمت عنه
بوتفليقة كان يعيش في المغرب وتربى في ترابه، ولو كانت له بذرة واحدة للتفكير السليم ما كان لينفث سمومه في جذوع المغرب، منذ أن كان وزيرا للخارجية بالجزائر.
هو اليوم "شخشيخة وضرضور" كما يقول الأشقاء المصريون في يد جنرالات الجيش الذين كانوا بحاجة إلى رجل مدني ينجز ما تطلبه منه المؤسسة العسكرية.
هناك اعترافات وشهادات أجمعت على أن بوتفليقة كان يقلد الملك الراحل في كل شيء في مشيته وسيجارته وخطبه بل حتى في لباسه واستنساخ مسجد على شاكلة مسجد الملك...هل يمكننا أن نتحدث عن عقدة اسمها الحسن الثاني يشكو منها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة؟
بدون شك فبوتفليقة كان يشكو من هذه العقدة ولكن شتان بين الثرى والثريا، لن يصل بوتفليقة إلى نخوة الملك الراحل، ويمكنني أن أشبه موقف الأخير بقصة "كليلة ودمنة" و"حكاية الغراب" الذي حاول تقليد الطاووس فلم يستطع، وعندما حاول العودة إلى مشيته نسيها.
لا يمكننا أن نقارن بوتفليقة بالحسن الثاني ، لا ثقافيا ولا على كل المستويات.
ما هي الصورة التي رسمها بوتفليقة عن الملك الراحل؟
الحسن الثاني كان رجل دولة شهد له بها العالم أجمع، ولا زالت المراجع التاريخية توثق مواقفه المثيرة والجذابة، كان مرجعا بمثابة "شيخ" حكيم يقدم النصيحة لهذا القائد العربي ويوجه ذاك ويفك الألغاز المستعصية. كان استثناء في تاريخ رؤساء وملوك العالم. بوتفليقة لم يصل على هذا المستوى، وربما تكون هذه إحدى عوامل عقدته.
ألا تعتقدون أن حجم المؤتمرات والقمم التي كان ينظمها الحسن الثاني داخل المغرب، كانت أحد العوامل التي أسقطت بوتفليقة في فخ عقدة الملل الراحل؟
الجزائر منذ زمن بومدين وإلى يومنا هذا عاشت ولا تزال تعيش على ميراث ثوري أكل عليه الدهر وشرب. بوتفليقة لم يطرح بديلا لحل أزمات بلاده، وربما تكون هذه أحد دواعي عقدته.
أستاذ العلاقات الدولية 1937: 2 مارس ولد عبد العزيز بوتفليقة بمدينة وجدة.
1956: التحق بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في التاسعة عشرة من عمره.
1957: 1957 و1958أسندت مهمة مراقب عام للولاية الخامسة.
1959 :ألحق بهيئة قيادة العمليات العسكرية بغرب الجزائر وبعدها بهيئة قيادة الأركان بذات المنطقة ثم لدى هيئة قيادة الأركان العامة.
1960 : جرى إيفاده إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة "جبهة المالي" أصبح الرائد عبد العزيز بوتفليقة يعرف باسم "عبد القادر المالي"
1961: انتقل سريا على فرنسا، وذلك في إطار مهمة الاتصال بزعماء الثورة التاريخين المعتقلين بمدينة (أولنو).
1962: تقلد العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني، ثم اشتغل وزيرا للشباب والسياحة في أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال.
1963: أصبح في المجلس التشريعي قبل أن يعين وزيرا للخارجية في نفس السنة.
1965: شارك بوتفليقة في التصحيح الثوري ليونيو، ثم أصبح عضوا بمجلس الثورة تحت رئاسة هواري بومدين
1978: ألقى كلمة تأبيدية في وفاة الرئيس هواري بومدين، لكنه أصبح في ذات السنة الهدف الرئيسي لسياسة "محو أثار بومدين".
1987: عاد بعد ست سنوات إلى الجزائر إذ كان من موقعي "وثيقة الت18" التي تلت وقائع 05 أكتوبر 1988.
1989: شارك في مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني وجرى انتخابه عضوا باللجنة المركزية
1992: رفض شغل منصب وزير مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة ومنصب رئيس الدولة في إطار آليات المرحلة الانتقالية.
1999: انتخب رئيسا للجمهورية الجزائرية
2004: أعيد انتخاب بوتفليقة رئيسا بما يقارب 85 في المائة من مجموع الأصوات.
عن جريدة المشعل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]