واش عندنا ثقافة الورد؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هناك مثل صيني يقول :"إذا كان لديك قرشان فاشتر بأحدهما رغيفا
وبالتالي زهرة"... مثل له دلالات عميقة، تعكس العلاقة الروحية بين حياة
الإنسان والورود... "فيا ورد من يشتريك.. ومن يفقهم لغتك ويتمتع بسحرك...؟

نادية صمراني

الورد هو لغة المحبين التي تتكلم بالنيابة عن العالم بكل ألوانه
تختصر كلمات وتتخطى حواجز اللغة والمسافات... فقد أظهرت بعض الدراسات أن
تلقي باقات الورد والأزهار المختلفة يعزز أحاسيس السعادة عند الإنسان،
وتقوي قدراته على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، بصرف النظر عن حالته
النفسية والاجتماعية... فهل المغاربة يؤمنون بهذه الدراسة؟ وهل هناك ثقافة
ملموسة في حياتنا اليومية لمعاني وأسماء الورد؟؟

وردة في مذكرة كل امرأة

لطيفة غانم، فنانة بالفطرة تعشق الألوان والرسم تؤكد أن ثقافة الورد
في المغرب تختلف من فئة لأخرى، هناك من الرجال من يعتبرها تقليدا، وهناك من
يجد فيها شيئا من السخرية وهناك أصلا من لا يبالي وتبقى فقط نسبة تقدر
بـ10 في المائة التي تحرص على تعلم هذه الثقافة.. فالرجل وهو يعامل المرأة
في لحظة رومانسية قد يقدم لها طقما ذهبيا باهض الثمن أو عطرا فرنسيا، وعند
إعطائها الورد يقتني لها أبهى الألوان.. تتطاير كل هواجسها فرحة بهذا
الإهداء المميز، لأنها تعي تماما أنه يهواها ، لأن باقي الهدايا تبقى أشياء
رمزية، أما الورود فتدل على شيء حي في معناه ولا ينتهي فرغم فقدان الوردة
لحياتها عند قطفها تحيا في نفس المرأة كذكرى، فهي تسمح لمخيلتها المجنونة
أن تتخيل لحظة وقوف الرجل أمام بائع الورد حائرا في اقتناء الباقة المناسبة
لنفسيتها كي يرضيها وهذا يزرع داخلها انطباعا لا يزول أبدا.. فكل امرأة
سبق وتلقت وردا تحتفظ بواحدة وسط مذكراتها حتى وإن كانت زهرة من حديقة
عمومية...

نصدر الورد ونستورد الثقافة

إنسان عاشق لفن الورد، يتقن لغته ببراعة، ناصر التازي يؤمن "بأن
الورد لغة تعبر عن كلمة الإعجاب للحبيبة والزوجة بأنها مميزة وللابنة بأنها
مدللة... مع الاختلاف في اللون ومعنى كل وردة... فعندما نتعامل بها نغذي
الروح والقلب والعين، وعند إهدائها نرضي أنفسنا أولا قبل إرضاء الآخرين..
لذلك يجب أن لا يقتصر وجودها على مناسبة معينة، بل هو إحساس طبيعي وتصرف
عفوي وليد كل لحظة نعيشها من حياتنا في الفرح والحزن... ولكي يترسخ هذا
المفهوم في مجتمعنا يجب أن تدرس ثقافة الورد منذ الصغر كجزء من التربية،
وهي مسألة ليست صعبة فمثلا "ابني يبلغ من العمر أربع سنوات ويحب إهداءه
إلى والدته وعائلته... فالتعامل بالورد غير محكوم لا بالجنس ولا بالعمر ولا
بالمستوى الاجتماعي..." وفي الأخير يضيف ناصر التازي متسائلا :"كيف يعقل
أننا ننتج ورودا في بلادنا ونصدرها إلى الغرب وبالمقابل نستورد منهم ثقافة
الورد ومعانيها وأسماءها...؟؟

لا يقدر بثمن...

وبالنسبة حسن الطالبي يعترف أنه يعشق التعامل بالورد في حياته
الطبيعية، ويتمنى أن تتوسع هذه الثقافة عند جميع المغاربة فالأزهار تؤثر
بشكل إيجابي رائع على الحالة النفسية والجسدية للمرء.. فالأصفر منها يحفز
النشاط العقلي ويقوي الذاكرة، بينما يساعد الليلكي كزهور السوسن على التأمل
ويرفع الأحمر من مستويات الطاقة والحيوية، أما الأبيض فيحقق الهدوء
والصفاء للنفس.. كما أنه أصدق تعبير عن المحبة والإخاء والصداقة والمشاعر
الإنسانية في جميع حالاتها سواء في الفرح أو الحزن بالإضافة إلى أنه يساعد
على تهدئة الأعصاب ويخفف من حدة الغضب... والأهم أن هناك تشكيلات تتلاءم مع
شخصية كل إنسان بأصناف مختلفة ورائعة من الورود وبأثمان معقولة في متناول
الجميع..."

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لكل امرأة زهرة لشخصيتها...

زهرة الياسمين: امرأة قلقة تخاف من المجهول ولا تحب الحلول الوسطى،
وتميل إلى اتخاذ القرارات الحاسمة، متسرعة ومتهورة، لكنها ذكية ومتأنية في
حياتها.

زهرة البنفسج: امرأة شفافة لا تستطيع إخفاء مشاعرها خجولة وتحبذ
الانطواء، وتكره المناسبات الاجتماعية لأنها لا تجيد فن المجاملة رومانسية
إذا أحبت بصدق كتاب مفتوح تبوح بأسرارها ومشاعرها.

زهرة النرجس: امرأة متفائلة دمعتها عصية ولا تحب إظهار ضعفها أمام
الآخرين، تتمتع بشخصية قوية ويمكن الاعتماد عليها في المواقف الصعبة، تحب
نفسها وتعظم من قدرها لذلك هي كثيرة المبالغة في وصف ما تملك من مواهب.

زهرة الغردينيا: امرأة ذكية تتمتع بحدس قوي لا يخطئ غيورة بشكل كبير وتكره الكذب وتحترم من يتعامل معها بصدق.

زهرة الفل: امرأة مرحة تحب إدخال البهجة والفرح في قلوب الآخرين
وتتمتع بروح النكتة والدعابة وبالرغم من ذلك فإن دمعتها قريبة عند أي موقف
حساس يثير مشاعرها أو انتقاد يوجه لها.

زهرة القرنفل: امرأة متقلبة بحسب مزاجها وأهوائها ولا تثبت على رأي
واحد ميزتها أنها قوية فإذا وضعت أمرا نصب عينيها فإنها تنفذه بدقة وإتقان
شديدين.

زهرة الزنبق: امرأة طيبة متسامحة بقلب أبيض ونقي تمنح الحب بدون قيود
ولا حدود ولا تنتظر المقابل تكره الإساءة ولو بكلمة من عيوبه أنها متشككة
لا تثق في أي أحد ويصعب كسب ودها.

اساطير الزهور...

زهرة النرجس: يحكي حسب أسطورة يونانية أن إحدى حوريات الغابة واسمها
"الصدى" وقعت بحب "نرسيس" الذي منحته الآلهة جمالا فائقا وكان عليه ألا يرى
صورته معكوسة أبدا، لكنه كان مغرورا ولم يأبه لعواطف "الصدى" التي تلاشت
من شدة جهله ولم يبق منها إلا الصوت.

زهرة البنفسج: تروي أسطورة إنجليزية أن ملك الثلج شعر بالوحدة في
قصره الجليدي الصامت، فأمر جنوده بإحضار فتاة جميلة تدخل السعادة والدفء
لقلبه، فكان له ذلك وتحول بتأثر حب فيوليت من رجل قاس إلى آخر طيب القلب
ولطيف. وقد رجته فيوليت مرة للذهاب لزيارة أهلها فسمح لها بذلك في الربيع
شرط أن تكون على شكل زهرة ثم تعود إليه في الشتاء وهكذا تحولت الصبية إلى
زهرة جميلة حملت اسم البنفسج.

زهرة النجمة "إستر": تروي أسطورة هذه الزهرة أن "أستيريا" ملكة
السماء بكت عندما نظرت إلى الأرض ولم تجد فيها نجوما فنبتت زهرة النجمة في
مكان سقوط الدمع.